تجمّع مطارات الثاني- نحو مسمى رشيق وهوية جاذبة

المؤلف: منيف الحربي11.12.2025
تجمّع مطارات الثاني- نحو مسمى رشيق وهوية جاذبة

في كل مرة يقع نظري على اسم «شركة تجمّع مطارات الثاني»، يراودني خاطر لا سبيل لدفعه، ألا وهو: هل هذا المسمى هو الأمثل؟ وهل يحسن استبداله بآخر أكثر أناقة وبلاغة؟

لقد أشرقت شمس «شركة تجمّع مطارات الثاني» في اليوم الأول من عام 2022، كحلقة أخيرة في سلسلة برنامج التحول المؤسسي الذي تبنته مطارات المملكة. وتتولى الشركة حاليًا إدارة دفة 22 مطارًا موزعة على أرجاء البلاد، عشرة منها ذات طابع إقليمي، تحتضنها مدن الطائف وأبها ونجران وجازان والقصيم وحائل والجوف وتبوك ونيوم والعلا. أما المطارات الرئيسية في الرياض وجدة والدمام، فهي تحت إشراف «شركة مطارات القابضة».

لا مرية في أن دور الشركة بالغ الأهمية في تحسين كفاءة التشغيل وإثراء تجربة المسافرين في المطارات الداخلية، وهو ما يصب في تحقيق رؤية الشركة الطموحة، ألا وهي بناء شبكة مطارات متطورة ومستدامة. كما أن هذا الدور يسهم إسهامًا فاعلًا في دعم الاقتصاد المحلي وتعزيز السياحة، وهو ما يتماشى مع الأهداف التي وضعتها الهيئة العامة للطيران المدني في إطار رؤية 2030.

أجل، أدرك تمام الإدراك أن الإنجازات التي حققتها Cluster2 (الاسم اللاتيني للشركة) جديرة بالثناء، وقد يعترض البعض قائلًا إن الفعل أبلغ من القول، وهذا عين الصواب. لكن، لا يمكن لأحد أن ينكر الدور المحوري الذي يلعبه الاسم في عالم التسويق والانتشار، فهو بمثابة الواجهة الجذابة، والرمز المعبر عن الهوية، والركيزة التي ترسخ قيم الانتماء والعطاء لدى الموظفين، وتبني جسور الثقة مع العملاء.

إن اختيار الاسم المعبّر واليسير هو جزء لا يتجزأ من صرح العلامة التجارية الناجحة، وهو مفتاح تسويقها واستدامتها. فالاسم، في نهاية المطاف، ليس مجرد حروف وكلمات، بل هو رمز ومعنى ووعد. إنه يمثل قيمة حقيقية قادرة على ترك بصمة إيجابية لا تُمحى، فهو بمثابة بطاقة التعريف للمؤسسة، وجواز المرور إلى النجاح، والمفتاح السحري الذي يفتح أبواب القبول.

تؤكد كتب التسويق أن الاسم المثالي يجب أن يستوفي شروطًا عدة، أهمها: البساطة، والأصالة، والوضوح، والمرونة، والجاذبية اللغوية والثقافية. وبما أن شركة تجمع مطارات الثاني على مشارف إتمام عامها الثالث، وفي ظل الخطوات المذهلة التي خطتها نحو النجاح، أرى أنه من المناسب أن يعيد المسؤولون فيها النظر في هوية الشركة بشكل شامل، فالاسم الحالي يبدو ثقيلاً وغير قادر على إيصال الرسالة الجوهرية للشركة بوضوح.

هل اسم «المطارات الوطنية» أو «مطارات الموحدة» سيكون خيارًا أفضل؟.. لا أملك الجواب القاطع.

لكن، المؤكد أن المسألة ليست بتلك الصعوبة، وأنا على ثقة بأن المعنيين بالأمر قادرون على ابتكار اسم أقل تعقيدًا وأكثر جمالاً من هذا الاسم المركّب والطويل.

وختامًا، كما غنت فيروز: (الأسامي كلام،، شو خص الكلام،، عينينا هنّي أسامينا)

ولا ريب أن المسافر يقول بلسان الحال: الخدمة المتميزة هي غايتنا ومنتهى أمانينا.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة